الأحد، 9 نوفمبر 2014

نقرأ نبدع

القراءة هي حياة أخرى تمنح للإنسان، توسّع له آفاق المعرفة والثقافة، فتتوسع مداركه في التعامل واتخاذ القرارات، فتجد المثقف يُحب الناس سماع رأيه والأخذ به؛ لأنّه يعلم أكثر مما يعلم الكثير.
وقد حث الإسلام على القراءة، بل نَزَل الوحي كله على قاعدة اقرأ فكانت "اقرأ باسم ربك الذي خلق" وإنّ أول ما خلق الله هو القلم.
وقد سميت أمة الإسلام (بأمة اقرأ) وستقرأ يومًا بإذن الله.
لكن المؤسف أنّ الذين لا يقرأون يتعللون ألّا فائدة من القراءة، وهم لم يجربوها، إنّه الجهل بعينه والجحود بنعمة الله أن منحه عقلٌ واعي ووقت فراغ، رغم أنّ القراءة الصحيحة هي تلك القراءة التي تعتبر تمامًا كالماء والطعام، فهي غذاء الروح يداوم عليها القارئ كل يوم وليس في وقت فراغه وحسب.
لو خضع أحدهم لتجربة أن يقرأ كل يوم خمسة صفحات من كتاب، سيخرج على آخر الشهر بناتج مئة وخمسون صفحة، أي تسعمائة صفحة لمدة نصف عام، أي بمعدل ثلاث كتب كبيرة، أي من ستة إلى عشرة كتب صغيرة ومتوسطة، وإذا قيس هذا على العام فسيكون قد خرج بنتاج عشرين كتابًا في السنة مع كل كتابٍ تجربة، وفي كل كتاب معرفة جديدة. كل هذا من خمسة صفحات يوميًا فكيف لو زيدت لعشر صفحات، ستصبح مكتبة متنقلة في نهاية العام، وستدرك حتمًا أن تفكيرك قد تفتح، ومدارك معرفتك قد ازدادت وأن دُنيا جديدة قد أصبحت ملجأ لك.
إذن فالقراءة مهمة، والذين يقتنعون بذلك يبدؤون القراءة ويشعرون ببطىء سرعتهم في القراءة، وهذا شيء بديهي؛ لأنّ الدماغ غير مهيأ؛ لأنّ خلاياه لم تكن معتادة عليها، لكن مع الاستمرار في القراءة سيتفاعل دماغه معها شيئًا فشيئًا وتزاد سرعة القراءة لديه، والبعض وصل لسرعات هائلة في القراءة، وازدادت مع القراءة قوة الحفظ أيضًا.

هناك تعليقان (2):